You Are Here: Home» » هل ما يطرحه المخالفون في الرأي يبرر تسميتهم بالسلفيين؟

  حقيقةً تفاجأت بما كتبه الزميل هوشنك بوصف مجموعة من الكتّاب لها مساهماتها الكثيرة في حقل الثقافة والتثقيف على مدى سنوات، بأنهم سلفيون وأطلق عليهم تسمية "جماعة الأخوان المثقفين، تصغيراً "، لمجرد تعبيرهم عن رؤاهم حول فكرة مطروحة بشكل غير سليم. فبعد قراءة متأنية لسلسلة الردود وردود الافعال "للسلفيين"، حول ما طرحه الزميل بدل فقير حجي وللمرة الثانية، لم تكن في مجملها مع ذلك الرأي بشكله المطروح. ولم نجد من بين جميع تلك الكتابات ولو نصاً واحداً (كتبه جميع السلفيين حسب تفصيل الزميل هوشنك)، يخلو من الدعوة وبخطوات واضحة إلى إصلاح الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وكذلك إصلاح ما لم يكن من أصل التراث الديني أو تداخل معه بأثر جانبي، ولكن أن تكون بشكل منظبط وتحت شروط مقبولة لكي تُجِنَبه السير في الاتجاه الخاطيء. ولم نقرأ كذلك مقال كتبه (مثقف إيزيدي سلفي)، يحّرِض على قتل السيد بدل أو تهديده أو تكفيره أو منعه من التفكير بما يراه من رؤى، ولكنهم عبروا هم أيضاً عن ما يعتقدونه وهذا من حقهم الطبيعي، بأن يردوا هم أيضاً على غيرهم بما يحملون من آراء وبما يعتقدونه، مثلما هو حق للسيد بدل حجي ولك ولغيركما مادام الموضوع طُرِح لإبداء الرأي بشكله المفتوح على جميع المصاريع. وبالتالي ليس لأحد منكم الحق في أن يصف الرأي الآخر بالرأي السلفي لمجرد الرد باختلاف ما تعتقدون على فكرة من هذا النوع. وأسا س المشكلة لحد الان غير واضح حتى بالنسبة لصاحب الفكرة، لأن الاعتقاد الايزيدي لا يوجد فيه طبقات وإنما هنالك وظائف يؤديها كل طرف على أسا وظيفته. فلو كانت المسألة طبقية كما يقال، لما كان للأمير شيخاً وللشيخ شيخاً وللبير بيراً وللبير شيخاً وللشيخ بيراً. إنه نظام خاص مبني على التراتبية الوظيفية والفروض الحقيقية.  
حقيقةً، لا نريد التعليق كثيراً على كل ما يكتب هنا أو يطرح هناك لأنها ملك الناس ورؤاهم، ولكن "مع كل الأسف"، للوصف الذي أطلقه الزميل هوشنك بحق شريحة واسعة لها باع طويل في تحمّل المشقة والكتابة والتنوير وإبداء الرأي. وهي الأخرى عبّرت عن رأيها بما تراه مناسباً بحق دعوة تعد الأخطر على المستقبل والكيان الايزيديَين ووصفهم "بجماعة الاخوان الايزيديين"، على غرار جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين (مع جل إحترامنا لهم ولأفكارهم)، كونهم يشدون بالمجتمع إلى الوراء ويفتون بقتل الناس، وبتعابير متعالية وكأنه الوصي على توجهات الناس وبالتالي يجب على الآخرين طاعة تلك الأفكار التي يؤمنون بها وبغير ذلك فإنهم سيعتبرون من السلفيين. وأن على الجميع تقديم الولاء لتلك الافكار وبما يرد فيها. ويبدو بأن أي رأي لايتفق مع توجهات السادة المثقفين من الدرجة الأولى، يجب أن تضع في الحقل السلفي الرجعي المتخلّف. ولكن لنا أن نقف عند ملاحظة بسيطة قد غابت عن السادة المثقفين الاصلاء وهي: هل سيضمن السيد صاحب فكرة الاستبيان والمؤيدين لها بعدم مشاركة الالاف من غير الايزيديين في هذا الاستبيان؟ وإذا حصل ذلك، وهو ما سيحصل بالتاكيد، هل تعتبر نتيجة الاستبيان حقيقية ومعبّرة عن الواقع وبالتالي مقبولة لكي تغيّر مجرى حياة هذا القوم المبتلي عبر التاريخ؟ لذلك نرى بأن التخوّف مشروع، وهو ما يجب أن يكون عليه واقع حال الردود. 
ولكي نعود قليلاً إلى الوراء ونلقي بالضوء على بعض الذين دعوا إلى الإصلاح وبوركت تلك الجهود من المجتمع الايزيدي بشكل عام، تلك المبادرات التي أطلقها مركز الايزيدية خارج الوطن عبر بياناته ومشاريعه: 1. البيان الصادر من مركز الايزيدية خارج الوطن تموز عام 1997. 2. دعوة مخلصة لسمو الامير تحسين بك في 8/12/2005 الايزيدية والامتحان الصعب ص121. 3. تلاهما البيان تحت عنوان (تأجير المقدسات الايزيدية تقلل من قيمتها الروحية! ومائة مليون دينار إلى أين؟) العدد 11و12 من مجلة روز، أيلول 2001. لهي من أكثر الخطوات الجريئة التي نادت وبشكل علني ومنضبط ومدروس موجهاً لشخص سمو الامير تحسين بك شخصياً. إن إهمال الامارة لتلك المبادرات جلب ما نختلف بشأنه اليوم مع الاسف، ولذلك فإن المسئولية الاخلاقية والتاريخية كلها تقع على عاتق سمو الأمير تحسين بك، وأن التاريخ سوف يبقيه في دائرة الاتهام على مدى الدهر ولن تسعفه المبررات مهما كانت.  ولنقتبس من قول الزميل هوشنك "والغريب في هذا المنهج السلفي إيزيدياً، هو انتاجه من قبل النخبة المثقفة وما تحتهم من مؤسسات ثقافية" سامحك الله يا زميلنا العزيز على هذا التصغير والاستخفاف بقدرات وأمكانيات الناس وما تم إنجازه لحد الان. ولكن بعد أن عرفنا (المثقفين السلفيين، وهم أصحاب الردود المخالفة للرأي المطروح) ، حبذا لو نفهم بشكل صريح، ماهي هذه المؤسسات التحتية التي تؤسس للسلفية؟ وفي الختام  ينصح الزميل هوشنك المثقفين السلفيين وبكل تعالِ واستخفاف بالقول:
عيشوا في الدين وما وراءه كما تريدون، وأتركوا الآخرين في دنياهم يعيشون!
دعوا التفكير لأهله وادخلوا أيمانكم كما تؤمنون!
دعوا العقل يعيش ليتفكر، وموتوا في دينكم كما تشتهون!
دعوا العقل لحريتة، واقفلوا الدين عليكم كما تشاؤون!
أهكذا تتوازن المعادلة يا زميل هوشنك؟ أهكذا يتصرّف المثقف تجاه الرأي الآخر؟  أليس هذا التمثيل برأي الناس هي السلفية بعينها؟ فبعد اليوم سيكون لنا رأي مع المثقفين الاصلاء، وخاصة مع كونفرانس الاكاديميين المقبل لنقول بأننا في حل من كل مايتعلق بنا تجاهه. وسوف نقفل علينا الباب لحين أن يتكّرم علينا سيد من المثقفين من غير "السلفيين"، وينوّرنا بانجازاتهم ومعجزاتهم وبركاتهم واختراعاتهم تمييزاً لهم عن الذين عاشوا ويعيشون في الدين وتعليماته ودساتيره الماضية والمتخلّفة المقفلة ليعيشوا هم في دنياهم وتفكيرهم وعقلهم بحرية لا يعكرها عليهم سلفي. وشكراً    
ملاحظة: الزميل هو شنك هو من أقرب المقربين لذاتي منذ فترة طويلة، ولكن هذا لايعني بأننا سنقف عن الانتقاد فيما نراه إجحافاً بالحق العام مهما كان مصدره. كما وأنه بيننا من الزاد والملح وتبادل الرأي والزيارات العائلية.  

علي سيدو رشو
المانيا في 10/3/2012
Tags:

0 التعليقات

Leave a Reply

سيتم قراءة تعليقك من قبل هيئة التحرير وفي حال الاسائة الى جهة ما، سيتم حدفه بالفور!.
الاكاديمية الايزيدية

About

صفحة جديدة 1

مواضيع الاكاديمية