You Are Here: Home» » موسى و الذئب


موسى و الذئب




كان موسى راعيا للغنم عند سيده شعيب في المدائن، وكان يرعى بالقطيع في وادي لالش "وادي طوى" فجاءه ذئب جائع و قال له :" يا موسى أنا جائع، أعطني غنمه من القطيع " فمسك موسى بشاة مسنة وأراد أن يعطيها للذئب. قالت الشاة :يا موسى عندما كنت صغيرة السن و تأخذ مني الخراف والحليب ما كنت تقدمني للذئب، أما الآن فتضحي بحياتي ولم يَعُد لها عندك قيمة. أهذه هي عدالتك يا موسى؟" تركها موسى وأمسك بخروف صغير وأراد أن يقدمه للذئب. قال الخروف: "يا موسى أنا خروف صغير ولم أرى من حياتي شيء. كيف تقدمني للذئب ؟ أهذه عدالتك يا موسى ؟"
ترك موسى الخروف وأمسك بغنمة متوسطة العمر و أراد أن يقدمها للذئب. قالت الغنمة :" يا موسى إن خروفي الصغير في الزريبة ينتظر عودتي وهو جائع لأطعمه الحليب. إذا قدمتني للذئب سيعود القطيع للبيت وسيسارع الخراف إلى أمهاتهم وسيحتار خروفي بين الأغنام ولن يجدني وسيبقى حزينًا ناسيًا لجوعه وهو يمائي ولن يجد أمه . أهذه عدالتك يا موسى ؟ " فتركها موسى واحتار في أمره. قال له الذئب :" يا موسى خذ قطيعك وارحل إلى مدينتك. وأية شاة تبقى في الأخير ستكون من نصيبي، بشرط أن لا تلتفت إلى الوراء. " فعمل موسى باقتراح الذئب وصاح بقطيعه للرحيل نحو القرية، ولم يلتفت إلى الخلف حتى سمع صوت مرياعه و هو بين فكي الذئب يستغيث إذ كان هو الأخير.
حزن موسى حزنًا شديدًا على مصير مرياعته، لأن المرياعة أغلى ما عند الراعي من القطيع كله. عندما وصل موسى إلى القرية ولاحظ خاص الله شعيب شدة الحزن الذي على وجه موسى قال له :
" لا تحزن يا موسى : إذا حكم القدر تصمت الآذان وتعمي الأبصار، فقدر مرياعتك أن تكون عشاءً للذئب. ما كنت أنت تريد ذلك، ولا كنت أنا أريد لكن هكذا أراد الله. يا موسى  إن الانسان يحزن ويحاسب نفسه فيما هو يختار ويقرر، ولكن ما يختاره الله ويقرره فهو خارجًا عن إرادة الإنسان وما على الإنسان إلا قبوله شاكرًا لا ذنب له فيها وعن ذلك لا يسأل ."
خفف ذلك عن موسى وابتسم.


 قصة من الأدب الاجتماعي الإيزيدي
حسو أمريكو

Tags:

0 التعليقات

Leave a Reply

سيتم قراءة تعليقك من قبل هيئة التحرير وفي حال الاسائة الى جهة ما، سيتم حدفه بالفور!.
الاكاديمية الايزيدية

About

صفحة جديدة 1

مواضيع الاكاديمية