You Are Here: Home» » إحياء الذكرى الرابعة لمجزرة تل عزير وسيباية الشيخ خدر


في الرابع عشر من آب/2011 وعلى قاعة مدينة ليرتي في المانيا، وبحضور سمو الامير تحسين سعيد بك وجمع غفير من السادة ممثلي المنظمات الدولية والشخصيات الاكاديمية والثقافية، أحيَت الاكاديمية الايزيدية في هانوفر هذه المناسبة بالوقوف دقيقة على أرواح تلك المجزرة الرهيبة بحق الانسانية. بعد ذلك القيت كلمة الاكاديمية من قبل الدكتور برادا الذي قام مع شركاء آخرين بتأسيس هذه الاكاديمية، مسلطاً الضوء على أهم ما يمكنها القيام به في المستقبل لنصرة المجتمع الايزيدي الذي أبتلى بحاله ومعيشته. متطرقاً في الوقت ذاته إلى أن البشرية هي خلق الله ولا فرق بين إنسان وآخر، وأن لكل إنسان الحق في الحياة والعيش الكريم، وأن الاكاديمية ستنطلق من هذا المفهوم للوقوف على حال هذا المجتمع.
تلا ذلك كلمة منظمة الشعوب المهددة بالانقراض القتها السيدة إيرينا فيسنر والتي أشارت بشكل عميق ودقيق إلى التاريخ الاسود الذي مر به المجتمع الايزيدي، وكيف قاوم هذا المجتمع تلك الحملات والابادات وبعد كل مرحلة يعيد تنظيم حياته من جديد، فاقداً في كل غزوة أعز ما يملكون من الابناء والارواح والاموال والممتلكات والاراضي مما نراهم اليوم منتشرين في أصقاع الارض. كما أضافت، كنا في السابق نخشى عليهم من الانقراض، ولكننا متفائلون الان بأن وجود العديد من الخبرات والكفاءات والمنظمات التي تستطيع إيصال الصوت الحقيقي لهم إلى أسماع العالم، كفيل بالابقاء عليهم وحمايتهم من تلك المخاوف. ولكن على المجتمع الدولي والمنظمات المهتمة بحقوق الانسان أن تعيد النظر في برامجها لكي تقف خلف هذه الشعوب الاصيلة وتحافظ على هذا الارث الانساني من الانقراض.
بعد ذلك قدم السيد علي سيدو رشو مخططاً لكيفية حصول تلك المأساة مشيراً إلى حجم تلك الكارثة والآلية التي تم فيها التنقل، مستغلة الظروف الاقتصادية والثغرات الامنية واستخدام الخدع لقتل وتدمير قريتي تل عزير وسياية الشيخ خدر بالكامل كمرحلة أولى، ومن ثم إكمال المخطط لتدمير واقتلاع المجتمع الايزيدي من الاساس لكي يهاجروا ويغادروا أرضهم ويحل الغرباء محلهم، وهو ماحصل فعلا بعد تلك الكارثة عندما هاجر أهالي قرية تل ساقي وتركوا كل ما يملكون لجيرانهم من العرب، وهم الان يسكنون تلك القرية بكامل ممتلكاتها إضافة إلى بعض الاراضي الاخرى التي هاجر منها الايزيديون وأصبحت الان تحت تصّرف عرب المنطقة.
القى بعد ذلك السيد ممثل منظمة العفو الدولية في مدينة هانوفر كلمة المنظمة مشيراً إلى البنود التي جاء بها الاعلان العالمي لحقوق الانسان الخاصة بحماية كرامة وإنسناية الانسان بعض النظر عن الدين والعرق والجنس واللون. وأكد على دعم المنظمة للجهود التي تبذلها المنظمات الايزيدية ومنها هذه الاكاديمية مع الجهد الدولي في تنشيط المطالبة بإجراء تحقيق عالمي في هذه الفاجعة كجريمة ضد الانسانية وضمن بنود الإبادة الجماعية لمجموعة محددة من البشر، ومن ثم بيان المسببين عنها وكشف الحقائق المتعلقة بها.
تطرق بعد ذلك الدكتور سعيد سنجاري في محاضرته إلى دور الجانب الطبي والانساني بعد الحادث، وأجرى مقارنة بين حجم تلك الجريمة وضعف الامكانيات التي أدت إلى المزيد من الضحايا. كذلك اشار إلى حجم التلكأ الذي جري بعدم وصول الفرق الطبية لاسعاف الجرحى بالشكل المطلوب وعدم وجود سيارات الاسعاف والكادر الطبي الذي لا يتناسب حجم المجتمع حتى في الحالات الطبيعية، فكيف بها في مثل وقت وقوع مثل هذه الكوارث والطواريء؟
وكان هنالك حضور فاعل للدكتور هلال الفهد الناطق باسم ممثلية الاديان في مدينة هانوفر عن الجاني الاسلامي لما قدم من شرح لبعض الظروف والملابسات السياسية التي أدت بالبعض من التكفيريين إلى استغلال الدين لقتل الابرياء دون وجه حق بما فيه القتال بين المذاهب الاسلامية بسبب الظروف والتأثيرات السياسية. مشيراً إلى أن هنالك جوانب مضيئة في التراث الاسلامي وليس كل ما يقوم به هذا النفر الضال هو من الاسلام الحقيقي، وقد حصلت مداخلات كثيرة وتوضيح لبعض تلك المداخلات حسب الوقت المخصص للبرنامج.
لم يقتصر الاحتفال على هذا فقط وإنما كانت هنالك فقرات لعرض بعض مقاطع الفيديو من إنتاج السيد نوزاد شيخاني والباحث التراثي أبو آزاد لتسليط الضوء على تلك الجريمة وكذلك حالة البؤس التي تعاني منها المنطقة ومنذ خمسينات القرن الماضي.
وفي نهاية المهرجان تجول جميع الحضور، يتقدمهم سمو الامير تحسين سعيد بك في أروقة المعرض الذي نظمته الاكاديمية بالتعاون مع السيد علي سيدو رشو، حيث عرضت صور جميع الشهداء وأسماءهم بالاضافة إلى أسماء أكثر من 600 شهيد إيزيدي منذ بداية العدوان على العراق وإشعال القناديل بعدد تلك الارواح الخالدة. كما تضمن المعرض صور الدمار التي هزت ضمير الحضور نظراً للبشاعة التي خلفتها تلك الجريمة حيث تم فرز تلك الصور على أساس (الاطفال والنساء والرجال كل على حدى)، ليرى الحضور الكريم مقدار وبشاعة آثار تلك الكارثة، بالاضافة إلى أسماء الايتام والمحلات التجارية التي هدمت ومقدار الاضرار المادية التي خلفتها تلك الضربة دون معالجة من الدولة لحد هذه اللحظة.
لا ننسى أن نتقدم بالشكر الخالص للسيد بير خطاب رئيس الاكاديمية وعائلته لما قدموا من جهد في تنظيم وإخراج هذا العمل الكبير لإدارة الجلسة والقيام بالترجمة. كما أنه من الواجب أن نشكر السيدات جيني وفرجينيا وبريشان للعمل كمتطوعات في نشاطات الاكاديمية منذ تأسيسها ولحد الان. ولا يفوتنا أيضاً بأن نتقدم بالشكر الخالص ل الشيخ خالد (صاحب الصالة التي تم الاحتفال فيها)، لعرضه خدمات الصالة لجميع نشاطات الاكاديمية مجاناً دعماً لها ولنشاطاتها. ويجب كذلك أن نشيد بدور العوائل التي ساهمت بتقديم الطعام والمرطبات للحضور وعلى نفقتهم الخاصة دعماً لهذا النشاط الذي أعتبروه مساهمة منهم كرسالة لذوي الشهداء والمنكوبين بانهم ليسوا وحيدين، وبأننا معهم ولو من بعيد ونشعر بما هم فيه من عذاب. شكرا لكادر التصوير الذي حضر المناسبة، وكل الشكر والتقدير لكل تبرع بمبلغ من المال أو تحّمل عناء السفر على حسابه الخاص، أو مَن ساهم في المناقشة وإبداء الرأي وكذلك الذين قاموا بتنظيم العمل. تقبل الله من الجميع الاجر والاحسان، وعلى الشهداء الرحمة ولذويهم ولنا الصبر والسلوان. كما نطلب من الله أن تنزل الرحمة في قلوب القساة لكي يكفوا عن المزيد من القتل بحق الابرياء. اللهم آمين

الاكاديمية الايزيدية في هانوفر
15/8/2011
Tags:

0 التعليقات

Leave a Reply

سيتم قراءة تعليقك من قبل هيئة التحرير وفي حال الاسائة الى جهة ما، سيتم حدفه بالفور!.
الاكاديمية الايزيدية

About

صفحة جديدة 1

مواضيع الاكاديمية