You Are Here: Home» » في الذكرى الخامسة لكارثة سنجار



بعد ايام قلائل ستطل علينا الذكرى الخامسة لتلك المأساة البشرية بكل ما تحمل كلمة الكارثة من معنى، الا وهي ذكرى نداء شهداء البراءة في تل عزير وسيباية شيخ خدر في 14\8\2007. لكن قبل الحديث عن تلك التراجيديا، علينا أن نتعرج قليلاً على ما حصلت قبلها من كوارث لا تقل عنها في القيمة والمعايير والأهميةً من حيث معانيها ودلالاتها؛ ألا وهما أولاً: طوفان الشيخان في 14و 15\2\2007، عندما هاجمت الآف من الكرد المسلمين الهمج المغلف في ثوب الإرهاب العشائري أمام أنظار السلطة بجريرة تهمة كيدية على الامنين من الإيزيديين في مركز قضاء الشيخان، حيث قاموا بحرق المراكز الثقافية ومساكن الاهالي وممتلكاتهم الشخصية وبيت الامارة وقذف الرموز الدينية بما لا يليق. والثاني هو قتل الابرياء الاربعة والعشرون من بعشيقة وهم عمال معمل النسيج في 22\4\2007، عند عودتهم من عملهم عندما تم عزلهم عن الآخرين من المسلمين والمسيحيين على أساس الهوية الإيزيدية وتقسيمهم إلى مجموعتين وقتلهم جميعاً في وضح النهار باحتفال جماهيري في مركز مدينة الموصل. ولكن الكارثة الأكبر عندما مرت هاتين المناسبتين في هذا العام دون ذكرهم ولو بكلمة واحدة من قبل جميع الكتّاب الإيزيديين، بمن فيهم كاتب هذه الاسطور. فعندما يأتي الحديث عن الكفاءات والشهادات الجامعية بين عموم الإيزيدية، فإننا نتذكر مباشرة بعشيقة وبحزاني لكثرة مافيها من الكفاءات، ولكن للأسف لم يكلف أحداً منهم ولو بكلمة عزاء ليكتب عماحصل لأقربائهم وذويهم وجيرانهم وتذكير ذوي الشهداء بتلك الذكرى الأليمة.
وعلى كل حال فإن تلك الجرائم قد وقعت وأحدثت الخراب والدمار النفسي والمادي في كل زاوية من أعمال عموم المجتمع الإيزيدي على مستوى الكون مقابل صمت رهيب من الجانب الرسمي العراقي بشقيه الإتحادي والكردستاني، وكذلك على مستوى المجتمع الدولي بمحاولة الكشف عن تلك الجريمة وإحقاق حقوق ضحاياها. فقد يذهب البعض ويقول بأن تقادم الزمن سيمسح آثار الجرائم التي حصلت وأن المشكلة ستوضع في خانة النسيان والإهمال كما هو الحال مع الجرائم الأخرى في باقي الأماكن العراقية من أن الإرهاب قد تحمّل نتيجة ماحصل. وإذا كانت الجهات المسئولة تتفكر بأن جريمة من هذا الحجم وبحق شريحة محددة على هذا الأساس العنصري بهدف فنائها من الوجود ستذهب هباءاً، فهو تفكير ساذج وسطحي جداًلأن الزمن في عصرالعولمة والمعلوماتية سيكون هوالحاكم الفعلي الذي سيكشف عن هذه الجريمةالنكراء ولو بعد حين.
إن الذي حصل كنتيجة لهذا الفعل الشنيع هو الانحصار والتقهقر والانكفاء والتراجع والتخاذل في الوسط الإيزيدي، وما إنتحار هذا الكم الهائل من الابرياء الذين يخسرهم المجتمع كل يوم إلا تحصيل حاصل لها. ولو أخذنا بإحصائية بسيطة عن عدد المنتحرين الإيزيديين منذ عام 2011، والبالغ 93 حالة، إضافةً إلى 36 حالة إنتحار خلال النصف الاول من عام 2012، ليبلغ إجمالي عدد المنتحرين 129 بين رجل وإمرأة، أي أن كل أربعة أيام ينتحر رجل أو تنتحر إمرأة من الإيزيديين في سنجار لوحدها، وهو عدد لم يبلغه مجتمع على مستوى الكون. السؤال، لماذا حصل ويحصل كل هذا الخراب النفسي والتفكك الاجتماعي في ظل هذا الوضع القائم الآن ولم يتم أي إهتمام به من قبل السلطات المحلية؟ ماذا يعني هذا السكوت والتجاهل تجاه ظاهرة خطيرة من هذا الحجم؟ لماذا الانتحار بين الايزيديين لوحدهم في منطقة تتألف من فئات واثنيات مختلفة؟ إذن هنالك أسباب حقيقية وراء ظاهرة الانتحار في سنجار.
أما مَن يدّعي بأن أحوال الإيزيديين الاقتصادية في سنجار وباقي مناطق سكناهم في العراق أفضل من ذي قبل فنقول لذلك نعم، ولكن ماذا حصل على الجانب الاجتماعي؟ وهل حصل التحسّن المعيشي بدون مقابل أو بمنية من أحد؟ أم أن ذلك يحصل بفضل تضحياتهم وانخراطهم في الجيش والشرطة والبيشمركة وقوى الأمن والوظائف الأخرى وبدمائهم واضعين أرواحهم على أكفهم؟ فليس لأحد الفضل عليهم، لكونهم يؤدون واجباتهم ومسئولياتهم كغيرهم من باقي فئات الشعب العراقي على أساس المواطنة. ولكن يمكن أن يقال بأن الفرق الوحيد بينهم وبين غيرهم في هذا الشأن، هو أنهم يتميزون عن الآخرين بالاخلاص والتفاني والوطنية. وعلى الإيزيديين أن يتفهموا اللعبة ويستنتجوا عما يحصل الآن في الساحة السياسية ويعوا بأنه قد يحصل لهم في الايام القادمة بعض المشاكل على الطرق العامة بين سنجار والموصل مستغلين الظرف بعد قدوم قوات الجيش العراقي وتمركزه في المنطقة الفاصلة بين سنجار ودهوك.
فعزاؤنا فيكم أيها الاحباب كما هو لجميع الابرياء من العراقيين الذين فقدوا أرواحهم الزكية بجريرة ما اقترفه غيرهم، هو أن يرحمكم الله ويسمع نداء أرواحكم البريئة، وأن يأخذ بحقكم؛ ويلهم ذويكم وإيانا بكم الصبر والسلوان. اللهم آمين.


علي سيدو رشو
Tags:

2 التعليقات

  1. غير معرف says:

    الله يرحم جميع شهداء شنكال و يسكنهم في فسيح جناته

  2. الله يرحمهم جميعا، تحياتي الى الاكاديمية الايزيدية والله يوفقكم في خدمة بني جلدتكم

Leave a Reply

سيتم قراءة تعليقك من قبل هيئة التحرير وفي حال الاسائة الى جهة ما، سيتم حدفه بالفور!.
الاكاديمية الايزيدية

About

صفحة جديدة 1

مواضيع الاكاديمية