You Are Here: Home» » إنطباعات عن وضع الأقليات في أناضوليا الشرقية في تركيا



إنطباعات عن وضع الأقليات في أناضوليا الشرقية في تركيا\ إحقاق حقوق الإنسان.
تقرير رحلة الأكاديمية الإيزيدية إلى هناك\حزيران 2012. (الزيارة الثانية)


  زار وفد من الأكاديمية الإيزيدية في هانوفر إلى انطالية كمحطة أولى وأجرت هناك إتصالات مع بعض ممثلي الأقليات الأثنية والدينية حول واقعهم الحالي. كما وزار الوفد بعد ذلك إلى طور عابدين\ شرقي تركيا، منطقة مديات وماردين ونصيبين على وجه التحديد التي كانت ولا تزال مركزاً لسكنى الأقليات مثل المسيحيين والإيزيديين، وتحدثنا عن قرب مع كبير القساوسة (جمع قس) السريان في المنطقة حول واقعهم هناك. تبين من هذا اللقاء بأنه قد طرأ بعض التحسّن على وضع الأقليات الاجتماعي والاقتصادي والديني، وأن الكثير من المسيحيين قد رجعوا من أوربا إلى ديارهم بعد سنين الغربة وبدأوا بإعادة إعمار قراهم واستغلال أراضيهم الزراعية والاستقرار هناك. ولكن على الجانب الثاني تبين بأنهم لا يستطيعون لحد الان ممارسة حقهم الطبيعي في إستعمال لغة الأم في التعليم وكذلك تدريس مادة التربية الدينية الخاصة بهم في المدارس التي يدرس فيها أبنائهم. وعليه فإن من حق هذه الاقليات أن تمارس حقها الانساني كغيرها من أبناء الديانة الاسلامية في ممارسة حقها الطبيعي والانساني بتدريس مادة التربية الدينية أسوة بالطلبة الآخرين من المسلمين، ولم تعد تقبل كالسابق بغير أستحقاقاتها الانسانية.
  منذ عام 2000، يستطيع الطلبة من غير المسلمين في ترك الحصص الخاصة بالتربية الاسلامية، ولكن ليس لهم الحق في تدريسها لأبنائهم كما هو الحق أسوة بباقي الطلبة من المسلمين، وأن وفد الأكاديمية أقترح على المسئولين المحليين بإدخال مادة اللهجة الكرمانجية لكي تدرّس في تلك المناطق وقوبل المقترح بالايجاب وكان ذلك مبعث سرور الوفد بقبول المقترح. بعد ذلك زار الوفد مناطق بشيرية (ولاتي خالتا)، والتقينا ببعض كبار السن من الذين رجعوا من أوربا واستقروا هناك، إضافةً إلى لقاء البعض القليل من الإيزيديين الذين كانوا متواجدين اصلاً في المنطقة وقد استقبلونا بحفاوة وأبدوا كل الاستعداد لمساعدتنا في مهمتنا من خلال بعض المعلومات الحقيقية عن مشاكلهم ومعاناتهم. ومن وجهة نظرنا، فإن ترك تلك الاماكن والهجرة إلى أوربا لم تكن في محلها بحيث تخلوا المنطقة من أهلها الأصليين بهذا الشكل، في الوقت الذي تتوفر هناك جميع عناصر العيش الكريم والاستقرار من حيث مصادر العيش؛ كالاراضي الزراعية والمياه والطبيعة السهلية والجبلية الخلابة. وبذلك فإن تركهم لتلك المناطق تعد خسارة كبيرة لمستقبل أجيالنا في الموطن الاصلي لسكناهم.
  سمعنا من المواطنين هناك بأن الإيزيديين العائدين إلى هناك من أوربا في أوقات المواسم أو الاجازة لازالوا يقدمون الهدايا والعطايا للشيوخ والأغوات المسلمين بدافع الخوف الذي لازال في مخيلتهم القديمة، مع العلم أن غالبية المسيحيين قد تركوا تلك العادة الغير حضارية ولم يعودوا يبالون بها كالسابق بسبب عامل الثقافة والمعرفة والتواصل.
  بعد ذلك أستقر بنا الحال في منطقة نصيبين التي كانت تحوي بعض المؤسسات اللاهوتية المهتمة بالشأن الانساني قبل وبعد الميلاد والتي قامت بترجمة العديد من نتاجات العلماء والمفكرين والفلاسفة من كتب ومخطوطات، ولكن نقولها بكل أسف وجدنا مكان الايزيديين خاليا في تلك المنطقة. وجدنا في بلدة نصيبين مركزاً ثقافياً شاملا لنتاجات كافة الاديان من مسلمين ومسيحيين وإيزيديين وزرادشتيين. كما ويحوي المركز على مكتبة تضم العديد من الكتب والمخطوطات وهو يقوم بالعديد من النشاطات الفكرية والفلكلورية والاجتماعية والقاء السمنارات حول التراث والتاريخ والموسيقى وغير ذلك من التراثيات. وقد أبدى مسئول المركز بعض التخّوف من الحكومة بإقامة بعض النشاطات بحيث يجب عرضها على الحكومة قبل العرض أو النشر.
  من جانبنا، قلنا بأن على الاحزاب والحركات الكردية المسلحة أن تكف عن النضال المسلح وتستخدم الجانب الحضاري في المطالبة بالحقوق الانسانية والمدنية على شرط أن تتكفل الدولة وتقر بتلك الاستحقاقات ومطالب تلك الاحزاب وحقوق المواطنين القومية والانسانية بنظام فيدرالي يحقق للأطراف حقوقها. وبعد ذلك رجعنا إلى منطقة مديات بصحبة سائق السيارة التي أقلتنا في رحلتنا حيث كان قد عزل أبنه 13 سنة وأبنته 16 سنة من المدرسة بسبب فرض درس التربية الاسلامية عليهم. وقد بذلنا جهودا كبيرة لحين أن وجدنا لهم مدرسة خاصة وبكلفة سنوية مقدارها 2000 يورو للسنة الأولى لكي يتمكنوا من إتمام دراستهم فيها.
جدير بالذكر، فإن الأكاديمية الإيزيدية ومنذ فترة تعمل جاهدة بالتوازي مع عملها الاكاديمي بزيارة مناطق سكنى الإيزيدية في تركيا كمحاولة لإعادة تلك الاملاك والمطالبة بالحقوق المدنية للإيزيديين في ممتلكاتهم وإعادتها اليهم وبناء قراهم وإقامة مشاريع خدمية وانسانية في تلك المناطق بهدف إحيائها. وتقبلوا تحياتنا

الأكاديمية الإيزيدية في هانوفر        










Tags:

0 التعليقات

Leave a Reply

سيتم قراءة تعليقك من قبل هيئة التحرير وفي حال الاسائة الى جهة ما، سيتم حدفه بالفور!.
الاكاديمية الايزيدية

About

صفحة جديدة 1

مواضيع الاكاديمية