1.فدي 2. حيا 3 . أدب 4 .أخلاق 5. وجدان او ضمير 6. شرف 7 . ناموس
يرى البعض ان فدي يساوي صفاء. وحيا يساوي مروءة ، كرامة.
يرى آخرون ان المصطلحات الأربعة الأوائل في الإستعمال الدارج تستخدم بنفس المعنى غالبا وهي تعني: الكياسة ، اللباقة.
في حين ان مصطلح الوجدان او الضمير يعني الرقيب الداخلي الذاتي على المرء تجاه تصرفاته ويكون الضمير مرتاحا عندما يتصرف صاحبه بشكل سليم ينفع ولا يؤذي احد. ولكن يكون غير راضي وغير مرتاح ولائم اذا كانت التصرفات خلاف ذلك. لهذا السبب تسعى مناهج التربية الراقية خلق ضمير حي عند افرادها بحيث تكون القوانين والأنظمة والعرف الإجتماعي السائد متوافق مع تطلعاته، لا فرضا عليه .
اما مصطلح الشرف فإنه يعني في الغالب النزاهه والحرص على عدم انتهاك خصوصية الآخرين والإلتزام بالصدق في القول والوفاء بالمواعيد وحفظ الأمانات والحرص على نظافة اليد والجيب واللسان.
اما مصطلح الناموس عند نبي الله موسى كما شاع يقال (ناموس موسى) ويعني شريعة موسى، ناموس حمورابي يعني شريعة حمورابي، وهكذا اصحاب الشرائع الاخرى.
في مفهوم الديانة الإيزيدية : الناموس يعني سنن الخالق في مخلوقاته وسنن العلاقات بين الجماعات والافراد، والأدبيات المرسخة في العرف الاجتماعي مثلا يقال للفرد ( بي ناموس اي بلا ناموس) اذا سرق، كذب ،خان الامانة، انتهك خصوصية الاخرين، خالف المواعيد، لم يؤدِ واجبه بشكل مرضِ، مس سلامة المرافق العامة... ولا علاقة لذلك بالشريعة او الدين عند الإيزدية لان الإيزيدية ليست ديانة شريعة. وأن أي إخلال بنسق الأنظمة والقوانين وكرامة الاخرين ينعت بقلة الناموس.
الأدب الديني الإيزيدي يحاول ان يكرس هذا المعنى في السلوك الفردي ، يقول الترتيل:
1. (من تَحكّم بلسانه اصبح من خواص الرحمن، كأنه صام اربعين اربعينية (1) ومجاهدة ونال رضا الرحمن)
2 . من حكم على لسانه وعرف تأثير وزن كلامه لا يحتاج الى صيام اربعين اربعينية ولا مجاهدة.
3. الكلمة الطيبة بمثابة نبته طيبة، لكن ما قيمة الكلمة الخبيثة! (بمعنى أن الكلمة الطيبة تثمر ثمر طيب، لأن تأثيرها يكون كطعم الثمر الطيب في نفس المتلقي. ولكن ما قيمة الكلام إذا كان يعبر عن خبث ومكر).
نلاحظ ان الهدف التربوي هنا يسعى الى الوصول الى المقاصد متخطيا مسألة العبادات، ولا يضيع المؤمن في ضجيج العبادات التى هي وسائل للوصول الى المقاصد .
وفي نص آخر 6. ( يشبّه العين بالنسر المتحلق في العلو الذي يرى كل شيء من دونه (أسفله)، والقلب يمثل مكانة مَلِك مرافق للعين. فالعين ترى، والقلب يتمنى، واللسان يقول هاته لي هات).
في نص آخر 7. (يقول اللسان، أيها القلب أنا المدلل المدلوع! لحين أن يأتيني من عندك الأذن، فانا قطعة لحم ليس لي القدرة على النطق والسمع.. هنا القلب يلوم النفس ويقول كان ذلك صباحاً وأنا جاءني العقل والفهم. يا أيتها النفس أخذتيني من الشرق وإلى الشام "كناية عن تحكم النفس بمصير القلب عندما يرضخ القلب لمطالب النفس". ياأيتها النفس المتمردة التي لا تتقيد بشروط المعرفة والطريق الصحيح! انكِ تبحثين عن إلحاق الغدر بنا في الليالي الحالكة الظلام. ويستمر القلب مخاطباً النفس؛ ياأيتها النفس التي تطلب المزيد من الغدر؛ أنتِ النور الذي يسكن فينا، مالكِ أن تطفأي علينا السِراج المنيرة؟ مالكِ أيتها النفس أن تستمري في إطفاء السراج المنيرة، عندما طار طير الدولة، أخوة وخلّان الآخرة أخذوا عنا المعرفة والنسك. ياأيتها النفس كم أنتِ مشكوكة بأمركِ؟ ما تخلين من الغدر والكدر، مالكِ أن تخلصي صاحبكِ من الايمان. ياأيتها النفس؛ ما لكِ أن هكذا تناضلي، عندما وقف القاضي على الطريق الصحيح والمستقيم، لماذا تضعين صاحبكِ في موقف، الكش مات الملك؟ (2).
هنا تدافع النفس عن نفسها ضد العقل.
أيها العقل! لكلماتك معاني عميقة، الدنيا ملأى بالمشاكل والمصائب، فالدنيا كالأيلية(3) أقطعها وتمتع بها. يرد العقل على النفس ويقول: أيتها النفس، الامر ليس بهذه السهولة وكل من ياكل لقمة من غير تروّي وحكمة، ستصادفه المآسي يوم الآخرة.
النفس تقول.
للنفس كبريائها، وهي بحر وليست بئر، هي فوق طاقة عامة الناس ولكنها تحت ضبط وسيطرة النساك (4).
عندما تخرج النفس عن طورها، وتكسر القيود والحدود، كحصان بلا رسن و لا لجام ..... هذا هو عمل النفس عندما دفعت بصاحبها لاقتراف الخطأ، فآصفّر لونه.
20. عندما تتكابر النفس وتستمر كحصان لايتوقف عن طلب الحاجة، وفقد صاحب النفس السيطرة على اللجام فسوف يقصد جميع المراعي(5) ، فإن ذلك من عمل النفس عندما وضعت صاحبها في حرج وحيرة وآنجرح شعوره
21. عندما يخرج الحياء عن الحسٌن والجمال (طريق الارشاد الصحيح)، يصبح الأمر كبستان بلا ثمر ملأى بالحمير والثيران، فإن صاحب النفس في الآخرة يبقى له طريق للخلاص، فطوبى لمن يضبط ويلجم النفس.
22. لو خرج الحياء عن الادب والجمال، سيصبح الحال كبستان من غير صور ملي بالثيران والحفر، لكن يليق بعمل الانسان الادب والاخلاق والعقل.
23. لا تكونوا كمن ظل طريقه ولا يعرف ماذا يفعل، فالعمل السليم لا يحتاج لمن يدافع عنه، فذلك يليق بالإنسان الادب والعقل والحياء.
هكذا ركز الأدب الديني الإيزيدي على خاصية ضبط الحواس بحيث أن لكل واحدة منها حق الدفاع عن نفسها ولكن في النهاية يجب أن يخرج الانسان معافي من الادران والسيطرة على اللسان ولجم شذوذ النفس وانانيتها. فإذا استطاع الفرد تحقيق ذلك فإنه يغنيه عن الصيام والمجاهدة لأنه حقق المقصد. فالأدب الديني الإيزيدي ركزعلى حسن التفكير وحريته، ضرورة ضبط نوازع النفس واللسان وقال : ( النفس تخطف لون صاحبه وتكسره وتفصله عن اخوته واحبابه وخلاّنه).
في الأخير ركز الترتيل على العمل موضحا: الطريق بالإستقامة يظهر، وبالعمل يأتيك الحسن والادب والحياء.
خلال ثلات وعشرون سبقة دينية (نصا دينياً) في صفحة واحدة، بين لنا الأدب الديني الإيزيدي:
1. طيب القول كنبتة طيبة (ما يقابله في الاسلام: الكلمة الطيبة صدقة)، النصّين؛(2،1 )
2. طيب الفكر كنيته طريق مستقيم ( النص 22،21)
3. العمل الطيب واهميته في حياة الانسان ( النص 23).
وهكذا راينا ان هدف النصوص هو السعى الى البناء الذاتي والعمل الطوعي. ( اي النضوج الذاتي) دون زجر ولا ترهيب وباسلوب سهل بسيط ممتع جذاب تهواه النفوس وتقبله العقول بشكل طوعي وتتوافق مع سنن الخالق في مخلوقاته ولا تكون فرضا عليه بقوة القانون وعصى الشرطة. هذه النصوص تدعم المعاني الخمسة لفرائض الحقيقة في الإيزيدية التى هي :
1. العقل؛ فكل ما يتعارض مع العقل يترك لصاحبه. هذا المبدأ هو من اختصاص الشيخ ، جاءت في النص رقم .16
2. الحكمة؛ اي الإستفادة من التجربة الذاتية ، كما وضحت النصوص في المناقشة بين الحواس المذكورة وهذه مهمة البير اي الحكيم.
3. الهوستا؛ اي معلم المهن والاختصاص، النص ركز على العمل بانواعه المختلفة.
4. يار؛ اي الشريك في بناء الاسرة .
5. براي اخرتي، اي مبدأ التآخي واخوة الآخرة والتناصح المسؤول وهذا ما اشار اليه النص رقم 11.
هذا النصوص مأخوذة من قول (سباي جت آديا) اي يوم من ايام الألوهية.
قراءة وتعليق الاكاديمية الإيزدية في هانوفر: حسو اومريكو وعلي سيدو 9.11.2012
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصيام لاربعين يوم في (أربعانية الصيف واربعانية الشتاء)، وهو كناية عن قيام بعض نسّاك الايزيدية بذلك العمل طوعاً لينالوا رضى الرحمن.
الكش مات: كناية عن موت الملك في لعبة الشطرنج (الرخ)؛ بمعنى قد تضع النفس صاحبها في موقف لا يمكن الخروج منه بسلام.
الايلية: هي مكان تجمع الشحوم في مؤخرة النعاج (الغنم).
هنا يتم تشبيه النفس بالبحر لما فيها من أهواء ومطاليب ليست لها نهاية، وهي قد تكون فوق إرادة عامة الناس، ولكنها تحت سيطرة النساك ومجاهدي الدين.
هنا يتم تشبيه النفس بحصان شرس ليس له لجام وفقد صاحبه السيطرة عليه، حيث تقود بصاحبها إلى المهالك.
0 التعليقات